ما المقصود بالشبكات العصبونية؟

الشبكة العصبية هي طريقة في الذكاء الاصطناعي (AI) تُعلِّم أجهزة الكمبيوتر معالجة البيانات بطريقة مستوحاة من الدماغ البشري. إنها نوع من عمليات تعلّم الآلة (ML)، تسمى التعلم العميق، يستخدم عُقدًا أو عصبونات مترابطة في بنية مكونة من طبقات تشبه الدماغ البشري. يُنشئ نظامًا تكيفيًا تستخدمه أجهزة الكمبيوتر لتتعلم من أخطائها وللتحسين المستمر. وبالتالي، تحاول الشبكات العصبونية الاصطناعية حل المشكلات المعقدة، مثل تلخيص المستندات أو التعرّف على الوجوه، بدقة أكبر.

ما أهمية الشبكات العصبونية؟

يمكن للشبكات العصبونية مساعدة الحواسيب على اتخاذ القرارات الذكية مع مساعدة بشرية محدودة. وهذا بسبب قدرتها على تعلم العلاقات بين بيانات الإدخال والإخراج اللاخطية والمعقدة ونمذجتها. على سبيل المثال، يمكنها أداء المهام الآتية.

القيام بالتعميمات والاستدلالات

يمكن للشبكات العصبونية فهم البيانات غير المهيكلة وتسجيل ملاحظات عامة دون تدريب صريح. على سبيل المثال، يمكنها معرفة أن جملتي إدخال مختلفتين لهما معنى متشابه:

  • هل يمكنك إخباري بكيفية الدفع؟
  • كيف يمكنني تحويل المال؟

ستعرف الشبكات العصبونية أن كلتا الجملتين تعنيان المعنى نفسه. أو ستكون قادرة بشكل أكبر على معرفة أن Baxter Road هو مكان، لكن Baxter Smith هو اسم شخص.

فيمَ تستخدم الشبكات العصبونية؟

تتمتع الشبكات العصبونية بحالات استخدام عديدة في العديد من المجالات مثل المجالات الآتية:

  • التشخيص الطبي عن طريق تصنيف الصور الطبية
  • التسويق المستهدف عن طريق فلترة الشبكات الاجتماعية وتحليل البيانات السلوكية
  • التنبؤات المالية عن طريق معالجة البيانات التاريخية للأدوات المالية
  • توقع الطلب على الحمل الكهربائي والطاقة
  • المعالجة والتحكم في الجودة
  • تحديد المركب الكيميائي

نطرح أربعة من تطبيقات الشبكات العصبونية المهمة أدناه.

رؤية الحاسوب

رؤية الحاسوب هي قدرة الحواسيب على استخراج المعلومات والمعارف الدقيقة من الصور ومقاطع الفيديو. من خلال الشبكات العصبونية، يمكن للحواسيب تمييز الصور المشابهة للبشر والتعرف عليها. لرؤية الحاسوب تطبيقات عديدة، مثل الآتي:

  • التعرف المرئي في السيارات ذاتية القيادة بحيث يمكنها التعرف على لافتات الطرق ومستخدمي الطريق الآخرين
  • الإشراف على المحتوى لإزالة المحتوى غير الآمن أو غير الملائم تلقائيًا من أرشيفات الصور ومقاطع الفيديو
  • التعرف على الوجوه لمعرفتها والتعرف على السمات، مثل العينين المفتوحتين والنظارات وشعر الوجه
  • تسمية الصور لتحديد شعارات العلامات التجارية والملابس ومعدات الأمان وغيرها من تفاصيل الصورة

التعرف على الكلام

يمكن للشبكات العصبونية تحليل كلام البشر على الرغم من تنوع أنماط الكلام والنبرة والنغمة واللغة واللهجة. يستخدم المساعدون الافتراضيون، مثل Amazon Alexa وبرامج التفريغ الصوتي التلقائي التعرف على الكلام لأداء مهام مثل المهام الآتية:

  • مساعدة ممثلي مراكز الاتصال وتصنيف المكالمات تلقائيًا
  • تحويل المحادثات الطبية إلى وثائق في الوقت الفعلي
  • تفريغ مقاطع الفيديو وتسجيلات الاجتماعات بدقة للحصول على محتوى أكبر

معالجة اللغة الطبيعية

معالجة اللغة الطبيعية (NLP) هي القدرة على معالجة نص طبيعي ناتج عن البشر. تساعد الشبكات العصبونية الحواسيب على جمع المعارف الدقيقة والمعاني من البيانات النصية والوثائق. لدى NLP حالات استخدام عديدة تتضمن الوظائف الآتية:

  • الوكلاء الافتراضيون الآليون وروبوتات الدردشة
  • تنظيم البيانات المكتوبة وتصنيفها تلقائيًا
  • تحليل ذكاء الأعمال للوثائق الطويلة، مثل رسائل البريد الإلكتروني والنماذج
  • فهرسة العبارات الأساسية التي تدل على المشاعر، مثل التعليقات الإيجابية والسلبية على وسائل التواصل الاجتماعي
  • تلخيص الوثائق وإنتاج مقالات لموضوع معين

محركات التوصية

يمكن للشبكات العصبونية تتبع نشاط المستخدم لتوفير توصيات مخصصة. يمكنها كذلك تحليل جميع سلوكيات المستخدم واكتشاف منتجات أو خدمات جديدة تثير اهتمام مستخدم معين. على سبيل المثال، تساعد Curalate، وهي شركة ناشئة مقرها فيلادلفيا، العلامات التجارية على تحويل منشورات وسائل التواصل الاجتماعي إلى وسيلة لتحقيق المبيعات. تستخدم العلامات التجارية خدمة وضع العلامات الذكية على المنتجات (IPT) التي تقدمها شركة Curalate للعمل على أتمتة عملية جمع المحتوى الاجتماعي الذي يصنعه المستخدمون وتنظيمه. تستخدم خدمة IPT الشبكات العصبونية للبحث عن المنتجات ذات الصلة بنشاط المستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي تلقائيًا والتوصية بها. لا يتعين على المستهلكين البحث في الكتالوجات عبر الإنترنت لإيجاد منتج محدد استنادًا إلى صورة من وسائل التواصل الاجتماعي. بدلاً من ذلك، بإمكانهم استخدام خدمة وضع العلامات تلقائيًا على المنتجات التي تقدمها شركة Curalate لشراء المنتج بسهولة.

كيف تعمل الشبكات العصبونية؟

الدماغ البشري هو مصدر الإلهام لهندسة الشبكات العصبونية. تشكل خلايا الدماغ البشري، التي يطلق عليها العصبونات، شبكة معقدة ومترابطة للغاية وترسل إشارات كهربائية إلى بعضها لمساعدة البشر على معالجة المعلومات. على نحو مماثل، تتكون الشبكات العصبونية الاصطناعية من عصبونات اصطناعية تعمل معًا لحل مشكلة ما. العصبونات الاصطناعية هي وحدات برمجية تطلق عليها العقد، بينما تعرف الشبكات العصبونية الاصطناعية بوصفها برامج برمجية أو لوغاريتمات تستخدم بشكل أساسي أنظمة حوسبة لحل العمليات الحسابية.

هندسة الشبكات العصبونية البسيطة

تتكون الشبكات العصبونية الأساسية من عصبونات اصطناعية مترابطة في ثلاث طبقات:

طبقة الإدخال

تدخل المعلومات من العالم الخارجي إلى الشبكات العصبونية الاصطناعية عبر طبقة الإدخال. تعالج عقد الإدخال البيانات أو تحللها أو تصنفها وتمررها إلى الطبقة التالية.

الطبقة الخفية

تأخذ الطبقات الخفية مدخلاتها من طبقة الإدخال أو الطبقات الخفية الأخرى. يمكن أن تتضمن الشبكات العصبونية الاصطناعية عددًا كبيرًا من الطبقات الخفية. تحلل كل طبقة خفية المخرجات من الطبقة السابقة وتعالجها بشكل أكبر وتمررها إلى الطبقة التالية.

طبقة الإخراج

تعطي طبقة الإخراج النتيجة النهائية لجميع عمليات معالجة البيانات التي أجرتها الشبكات العصبونية الاصطناعية. وقد تتضمن عقدًا فردية أو متعددة. على سبيل المثال، إذا كانت لدينا مشكلة تصنيف ثنائي بـ (نعم/ لا)، فستتضمن طبقة الإخراج عقدة إخراج واحدة تعطي النتيجة 1 أو 0. على الرغم من ذلك، إذا كانت لدينا مشكلة تصنيف متعدد الفئات، فقد تتألف طبقة الإخراج من أكثر من عقدة إخراج واحدة.

هندسة الشبكات العصبونية العميقة

تتكون الشبكات العصبونية العميقة أو شبكات التعلم العميق من طبقات خفية عديدة مع ملايين العصبونات الاصطناعية المترابطة معًا. يمثل العدد، الذي يعرف بالوزن، الروابط بين العقدة الواحدة وغيرها من العقد. يكون الوزن عددًا موجبًا إذا كانت عقدة تحفز من عقدة أخرى أو عددًا سالبًا إذا كانت عقدة تلغي عقدة أخرى. تتميز العقد ذات قيم الوزن الأعلى بتأثير أكبر في غيرها من العقد.
نظريًا، يمكن للشبكات العصبونية العميقة تعيين أي نوع من المدخلات إلى أي نوع من المخرجات. ومع ذلك، فإنها بحاجة كذلك إلى تدريب أكثر بكثير مقارنةً بأساليب التعلم الآلي الأخرى. إنها بحاجة إلى ملايين الأمثلة على بيانات التدريب بدلاً من المئات أو الآلاف التي قد تحتاج إليها شبكات أبسط.

 

ما أنواع الشبكات العصبونية؟

يمكن تصنيف الشبكات العصبونية الاصطناعية حسب كيفية تدفق البيانات من عقدة الإدخال إلى عقدة الإخراج. إليك بعض الأمثلة أدناه:

التغذية المتقدمة للشبكات العصبونية

تعالج الشبكات العصبونية ذات التغذية المتقدمة البيانات في اتجاه واحد، من عقدة الإدخال إلى عقدة الإخراج. كل عقدة في الطبقة الواحدة مرتبطة بكل عقدة في الطبقة التالية. تستخدم الشبكات ذات التغذية المتقدمة عملية تغذية مرتدة لتحسين التنبؤات بمرور الوقت.

لوغاريتم الانتشار الخلفي

تتعلم الشبكات العصبونية الاصطناعية باستمرار من خلال استخدام دائرة تغذية مرتدة مصححة لتحسين تحليلاتها التنبؤية. بمفهوم بسيط، يمكنك التفكير في البيانات المتدفقة من عقدة الإدخال إلى عقدة الإخراج من خلال العديد من المسارات المختلفة في الشبكات العصبونية. مسار واحد فقط هو المسار الصحيح الذي يعيّن عقدة الإدخال إلى عقدة الإخراج الصحيحة. لإيجاد هذا المسار، تستخدم الشبكات العصبونية دائرة تغذية مرتدة تعمل على النحو الآتي:

  1. تخمن كل عقدة العقدة التالية في المسار.
  2. وتتحقق من صحة التخمين. تعين العقد القيم ذات الوزن الأعلى إلى مسارات تؤدي إلى تخمينات أكثر صحة، بينما تعين القيم ذات الوزن الأقل إلى مسارات عقد تؤدي إلى تخمينات خاطئة.
  3. بالنسبة إلى نقطة البيانات التالية، تقوم العقد بتنبؤ جديد باستخدام المسارات ذات الوزن الأعلى ثم تكرر الخطوة 1.

الشبكات العصبونية الالتفافية

تؤدي الطبقات الخفية في الشبكات العصبونية الالتفافية وظائف رياضية محددة، مثل التلخيص أو الفلترة، يطلق عليها الالتفاف. إنها مفيدة جدًا لتصنيف الصور إذ يمكنها استخراج ميزات ذات صلة من الصور، ما يفيد في التعرف على الصور وتصنيفها. يعد النموذج الجديد أسهل للمعالجة من دون فقدان الميزات المهمة للوصول إلى تنبؤ جيد. تستخرج كل طبقة خفية ميزات صور مختلفة وتعالجها، مثل الحواف واللون والعمق.

كيف تدرب الشبكات العصبونية؟

تدريب الشبكات العصبونية هو عملية تعليم الشبكات العصبونية لأداء مهمة ما. تتعلم الشبكات العصبونية عن طريق معالجة عدة مجموعات كبيرة من البيانات المسماة أو غير المسماة في البداية. من ثم يمكنها معالجة مدخلات غير معروفة بدقة أكبر، من خلال استخدام هذه الأمثلة.

التعلم تحت الإشراف

في إطار التعلم تحت الإشراف، يوفر علماء البيانات مجموعات بيانات مسماة مرتبطة بالشبكات العصبونية تقدم الإجابة الصحيحة مقدمًا. على سبيل المثال، يبدأ تدريب شبكة التعلم العميق في التعرف على الوجوه بمعالجة مئات الآلاف من صور الوجوه البشرية من خلال مفاهيم مختلفة مرتبطة بالأصل العرقي أو البلد أو العاطفة التي تصف كل صورة.

تنشئ الشبكات العصبونية المعرفة من مجموعات البيانات هذه ببطء، ما يوفر الإجابة الصحيحة مقدمًا. بعد تدريب الشبكات، تبدأ في تخمين الأصل العرقي أو العاطفة المتعلقة بصورة وجه بشري جديدة لم تعالجها من قبل.

ما مفهوم التعلم العميق في سياق الشبكات العصبونية؟

الذكاء الاصطناعي هو مجال علوم الحاسوب الذي يبحث عن أساليب منح الآلات القدرة على أداء المهام التي تتطلب ذكاءً بشريًا. التعلم الآلي هو تقنية ضمن الذكاء الاصطناعي يمنح الحواسيب إمكانية الوصول إلى مجموعات بيانات كبيرة جدًا وتعلمها التعلم من تلك البيانات. يكتشف برنامج التعلم الآلي أنماطًا في البيانات الموجودة ويطبق تلك الأنماط على البيانات الجديدة لاتخاذ قرارات ذكية. التعلم العميق هو مجموعة فرعية من التعلم الآلي الذي يستخدم شبكات التعلم العميق لمعالجة البيانات.

التعلم الآلي مقابل التعلم العميق

تتطلب أساليب التعلم الآلي التقليدية مدخلات بشرية حتى يعمل برنامج التعلم الآلي جيدًا وبشكل كافٍ. يحدد عالم البيانات مجموعة الميزات ذات الصلة التي يتعين على البرنامج تحليلها يدويًا. يحد هذا من قدرة البرنامج، ما يجعل إنشاءه وإدارته أمرًا شاقًا.

من جهة أخرى، في التعلم العميق، يمنح عالم البيانات مسودة بيانات فقط للبرنامج. تستخلص شبكات التعلم العميق الميزات بنفسها وتتعلم بشكل مستقل أكثر. ويمكنها تحليل مجموعات البيانات غير المهيكلة، مثل الوثائق النصية وتحديد أي سمات بيانات ستمنحها الأولوية وحل المشكلات الأكثر تعقيدًا.

على سبيل المثال، إذا كنت تدرب برنامجًا للتعلم الآلي بغية التعرف على صورة حيوان أليف بشكل صحيح، فستكون بحاجة إلى اتباع الخطوات الآتية:

  • اعثر على الآلاف من صور الحيوانات الأليفة وقم بتسميتها، مثل القطط والكلاب والخيول والهامستر والببغاوات وما إلى ذلك يدويًا.
  • أخبر برنامج التعلم الآلي بالميزات التي يجب البحث عنها بحيث يمكنه تحديد الصورة باستخدام الإقصاء. على سبيل المثال، قد يحسب عدد الأرجل، ثم يتحقق من شكل العين وشكل الأذن والذيل والفراء وما إلى ذلك.
  • قيّم مجموعات البيانات المسماة وغيرها يدويًا لتحسين دقة البرنامج. على سبيل المثال، إذا كانت مجموعة تدريبك تتضمن عديدًا من صور القطط السوداء، فسيتعرف البرنامج بشكل صحيح على قطة سوداء وليست قطة بيضاء.
  • ومع ذلك، ستعالج الشبكات العصبونية، في التعلم العميق، الصور جميعها وتحدد تلقائيًا حاجتها إلى تحليل عدد الأرجل وشكل الوجه أولاً، ثم النظر إلى الذيول أخيرًا لتتعرف على الحيوان في الصورة بشكل صحيح.

ما خدمات التعلم العميق في AWS؟

تستخدم خدمات التعلم العميق في AWS قوة الحوسبة السحابية بحيث يمكنك توسيع نطاق شبكاتك العصبونية للتعلم العميق بتكلفة منخفضة وتحسينها لتحقيق السرعة. يمكنك كذلك استخدام خدمات AWS، مثل هذه لإدارة تطبيقات التعلم العميق المحددة بشكل كامل:

  • Amazon Rekognition لإضافة ميزات رؤية الحاسوب المدربة سابقًا أو القابلة للتخصيص إلى تطبيقك.
  • Amazon Transcribe للتعرف على الكلام وتفريغه تلقائيًا بدقة.
  • Amazon Lex لإنشاء برامج دردشة آلية ذكية تفهم القصد، وتحافظ على سياق المحادثة، وتقوم بأتمتة المهام البسيطة في لغات عديدة.

ابدأ استخدام الشبكات العصبونية للتعلم العميق على AWS من خلال Amazon SageMaker وقم بإنشاء النماذج وتدريبها ونشرها على نطاق واسع بسرعة وسهولة. يمكنك كذلك استخدام وحدات AMIs للتعلم العميق في AWS لإنشاء بيئات مخصصة وتدفقات سير عمل للتعلم العميق.

أنشئ حساب AWS مجانًا لتبدأ اليوم!

الخطوات التالية على AWS